من ذا الذى يهدى لحبيبته فى عيد الحب كرة من الثلج ؟
من هذا الذى يجبرها طوال الوقت أن تنظر الى عالم مسجون داخل كرة ؟
من ذاك الذى يدمى عيناها برؤية اناس يدفنون تحت الثلوج المتساقطة عليهم فى داخل تلك الكرة ؟
انه أنت ولابد أن يكون أنت .
دوما ما كنا نتعامل بالشفرات .
أنا أكتب وأنت ترسم. كنت ترسم لى صورة تعبر لى فيها عما بداخلك ، فأرد عليك بخاطرة تبث كل ما يحدث داخل نفسى . لذا لا أستغرب الآن أن ترسل لى كرة من الثلج .
هل تتهمنى بالبرود وترسل الى كرة من الثلج لترينى كيف هو شكل قلبى ؟
هل قلبى كان ككرة الثلج وقد سجنتك داخلها وأحلت عليك الثلوج لتدفن تحتها ؟
هل حقا فعلت كل هذا بك ؟
هل أنا حقا تمثال ثلجى جامد لاتعرف ان كانت ابتسامته تعلن طيبته أو مكره كذاك الذى يقبع داخل الكرة التى تحاكى قلبى كما أرادت شفرتك ؟
قلت لى يوما أنك تحب اختلافى .
أنك تفخر بانك من بين أصدقائك من تحصل على مشاعر حبيبتك قصصا وخواطر وشعرا .
قلت انك تعشق خيالى الجامح .
قلت انك ترانى طفلة
ولهذا فأنا ملاكك الصغير.
قلت أن استثنائيتى هى ملاذك الحالم حيث تلوذ به من قسوة الحياة.
لماذا الآن أصبحت استثنائيتى مصدر ازعاج لك.
لماذا أصبحت القصص والخواطر قسوة وبرود منى.
لماذا أصبح خيالى انسحابا من الواقع وتهربا من المسئولية؟
لماذا طفولتى تعنى اهمالى وعجزى ؟
لماذا ظهر كل هذا عندما لاحت كلمة " الزواج " فى الأفق؟
أنت أجبتنى : نحن لن نأكل شعرا ولن نربى أولادنا بالخيال ولن نواجه العالم ببراءة الأطفال ، كل هذا مسموح به فى الحب ولكن فى الزواج يجب أن تتخلى عن كل ما تسمينه استثنائية !
حسنا لقد فهمتك تماما ، لربما عقلى يسكنه شبح الخيال ويسبح فيه جنى الطفولة ولكنه لايزال قادرا على ادراك الحقائق.
وقبل أن أهديك ردى ، سألتك سؤالا : لماذا تتنزل الملائكة فى صورة بشر ؟
لماذا لا تظهر فى الأرض بهيئتها الحقيقية ؟
هذا لأن الاستثنائى والتقليدى لا يجتمعان معا .
هيئة الملائكة الحقيقية استثنائية بالنسبة للبشر لأنها تختلف عن هيئتهم التقليدية ، لذا تتنزل بهيئتهم التقليدية ليتمكنوا من التفاهم معها.
وهكذا هى هيئتى.
قد لا أعيش هذا الواقع وأسبح فى الخيال.
قد أقضى النهار كله دون انتباه الى شىء لأنى أخط بقلمى فكرة ما جالت برأسى .
قد أتفادى العلاقات الحقيقية وأختبأ وراء الشفرات.
قد أتعامل وكأنى طفلة ، لا يهمها شىء سوى أن تلعب وتسبح فى الخيال كما يحلو لها دون أن تقيدها المسئولية تجاه أى شىء.
هذه هى هيئتى الاستثنائية التى لا تتناسب وهيئة الزوجة التقليدية.
لذا وبما أن التقليدى والاستثنائى لا يجتمعان معا.
فقد قلت لك : معك كل الحق ، يجب ألا أكون استثنائية ، اذا أردت أن أكون زوجة ، وبما أنه من الصعب على الآن التنازل عن استثنائيتى
فقد فضلت الانسحاب حتى لا تدهسك استثنائيتى كما أسميها وتركت لك الباب مفتوحا ، لتنطلق كما يحلو لك.
فاذا بك تتهمنى بأن لى قلب من زجاج ، يحبس بداخله قلوب الناس ويحيلها زجاجا جليديا مثله!
هل فعلا ترى ما أفعله قسوة وبرود؟
هل تريد منى اذا أردت أن أثبت لك حبى وأبرىء قلبى من هذه الفرى أن أتنازل عن نفسى ؟
نعم كل ما تظنه تافها وتتهكم على لأنى أسميه استثنائيا هو كيانى ، هو نفسى وبدونه لا وجود لى .
أتعرف متى كنت سأتنازل عنه ولن أرى وجودى منعدما ؟
اذا لم ترسل الى بكرة الثلج هذه .
لأنها أثبتت لى كم أنك لا تفهمنى وكم أنك لا تدرك نوع الحب الذى أشعره تجاهك .
انسحابى حبا ؟
نعم هو كذلك . اذا كان وجودى بهذه الهيئة مصدر ازعاجك ، فانسحابى هو ما سيجعلك سعيدا .
قد تتعب فى غيابى ولكنك تتعذب فى وجودى ، و لا أريد لك العذاب.
ستسألنى : هل تنسحبين لأجلى أم لأجل وجودك فقد احترت ؟
سأقول لك : لا أعلم. تارة أقول أنه من أجل كيانى وتارة أخرى هو من أجلك . ولكن ما يؤكده لى قلبى الثلجى كما تراه أن انسحابى فى صالحك أكثر مما هو فى صالح وجودى فلا تنس أنك جزء منه وبانسحابى سيفقد وجودى فلذة كبده.
سأنهى الكلام فقد تحدثت كثيرا وأنت قد مللت من حكاياتى الطويلة.
أما هديتك فبرغم أنها تعذبنى ، لأنها سبابتها المتهمة تغوص فى قلبى ، فانى سأحتفظ بها لتذكرنى اذا نسيت وأقدمت يوما على سجن شخص آخر داخل كرة الثلج التى أحملها فى صدرى ، أنى لا أصلح لأكون تقليدية ، فلأنسحب فورا من حياته قبل أن تهيل كرتى الجليدية ثلوجها عليه.
دمت تحت الشمس الساطعة بعيدا عن جليدى.
19/7/2012
رضوى
من هذا الذى يجبرها طوال الوقت أن تنظر الى عالم مسجون داخل كرة ؟
من ذاك الذى يدمى عيناها برؤية اناس يدفنون تحت الثلوج المتساقطة عليهم فى داخل تلك الكرة ؟
انه أنت ولابد أن يكون أنت .
دوما ما كنا نتعامل بالشفرات .
أنا أكتب وأنت ترسم. كنت ترسم لى صورة تعبر لى فيها عما بداخلك ، فأرد عليك بخاطرة تبث كل ما يحدث داخل نفسى . لذا لا أستغرب الآن أن ترسل لى كرة من الثلج .
هل تتهمنى بالبرود وترسل الى كرة من الثلج لترينى كيف هو شكل قلبى ؟
هل قلبى كان ككرة الثلج وقد سجنتك داخلها وأحلت عليك الثلوج لتدفن تحتها ؟
هل حقا فعلت كل هذا بك ؟
هل أنا حقا تمثال ثلجى جامد لاتعرف ان كانت ابتسامته تعلن طيبته أو مكره كذاك الذى يقبع داخل الكرة التى تحاكى قلبى كما أرادت شفرتك ؟
قلت لى يوما أنك تحب اختلافى .
أنك تفخر بانك من بين أصدقائك من تحصل على مشاعر حبيبتك قصصا وخواطر وشعرا .
قلت انك تعشق خيالى الجامح .
قلت انك ترانى طفلة
ولهذا فأنا ملاكك الصغير.
قلت أن استثنائيتى هى ملاذك الحالم حيث تلوذ به من قسوة الحياة.
لماذا الآن أصبحت استثنائيتى مصدر ازعاج لك.
لماذا أصبحت القصص والخواطر قسوة وبرود منى.
لماذا أصبح خيالى انسحابا من الواقع وتهربا من المسئولية؟
لماذا طفولتى تعنى اهمالى وعجزى ؟
لماذا ظهر كل هذا عندما لاحت كلمة " الزواج " فى الأفق؟
أنت أجبتنى : نحن لن نأكل شعرا ولن نربى أولادنا بالخيال ولن نواجه العالم ببراءة الأطفال ، كل هذا مسموح به فى الحب ولكن فى الزواج يجب أن تتخلى عن كل ما تسمينه استثنائية !
حسنا لقد فهمتك تماما ، لربما عقلى يسكنه شبح الخيال ويسبح فيه جنى الطفولة ولكنه لايزال قادرا على ادراك الحقائق.
وقبل أن أهديك ردى ، سألتك سؤالا : لماذا تتنزل الملائكة فى صورة بشر ؟
لماذا لا تظهر فى الأرض بهيئتها الحقيقية ؟
هذا لأن الاستثنائى والتقليدى لا يجتمعان معا .
هيئة الملائكة الحقيقية استثنائية بالنسبة للبشر لأنها تختلف عن هيئتهم التقليدية ، لذا تتنزل بهيئتهم التقليدية ليتمكنوا من التفاهم معها.
وهكذا هى هيئتى.
قد لا أعيش هذا الواقع وأسبح فى الخيال.
قد أقضى النهار كله دون انتباه الى شىء لأنى أخط بقلمى فكرة ما جالت برأسى .
قد أتفادى العلاقات الحقيقية وأختبأ وراء الشفرات.
قد أتعامل وكأنى طفلة ، لا يهمها شىء سوى أن تلعب وتسبح فى الخيال كما يحلو لها دون أن تقيدها المسئولية تجاه أى شىء.
هذه هى هيئتى الاستثنائية التى لا تتناسب وهيئة الزوجة التقليدية.
لذا وبما أن التقليدى والاستثنائى لا يجتمعان معا.
فقد قلت لك : معك كل الحق ، يجب ألا أكون استثنائية ، اذا أردت أن أكون زوجة ، وبما أنه من الصعب على الآن التنازل عن استثنائيتى
فقد فضلت الانسحاب حتى لا تدهسك استثنائيتى كما أسميها وتركت لك الباب مفتوحا ، لتنطلق كما يحلو لك.
فاذا بك تتهمنى بأن لى قلب من زجاج ، يحبس بداخله قلوب الناس ويحيلها زجاجا جليديا مثله!
هل فعلا ترى ما أفعله قسوة وبرود؟
هل تريد منى اذا أردت أن أثبت لك حبى وأبرىء قلبى من هذه الفرى أن أتنازل عن نفسى ؟
نعم كل ما تظنه تافها وتتهكم على لأنى أسميه استثنائيا هو كيانى ، هو نفسى وبدونه لا وجود لى .
أتعرف متى كنت سأتنازل عنه ولن أرى وجودى منعدما ؟
اذا لم ترسل الى بكرة الثلج هذه .
لأنها أثبتت لى كم أنك لا تفهمنى وكم أنك لا تدرك نوع الحب الذى أشعره تجاهك .
انسحابى حبا ؟
نعم هو كذلك . اذا كان وجودى بهذه الهيئة مصدر ازعاجك ، فانسحابى هو ما سيجعلك سعيدا .
قد تتعب فى غيابى ولكنك تتعذب فى وجودى ، و لا أريد لك العذاب.
ستسألنى : هل تنسحبين لأجلى أم لأجل وجودك فقد احترت ؟
سأقول لك : لا أعلم. تارة أقول أنه من أجل كيانى وتارة أخرى هو من أجلك . ولكن ما يؤكده لى قلبى الثلجى كما تراه أن انسحابى فى صالحك أكثر مما هو فى صالح وجودى فلا تنس أنك جزء منه وبانسحابى سيفقد وجودى فلذة كبده.
سأنهى الكلام فقد تحدثت كثيرا وأنت قد مللت من حكاياتى الطويلة.
أما هديتك فبرغم أنها تعذبنى ، لأنها سبابتها المتهمة تغوص فى قلبى ، فانى سأحتفظ بها لتذكرنى اذا نسيت وأقدمت يوما على سجن شخص آخر داخل كرة الثلج التى أحملها فى صدرى ، أنى لا أصلح لأكون تقليدية ، فلأنسحب فورا من حياته قبل أن تهيل كرتى الجليدية ثلوجها عليه.
دمت تحت الشمس الساطعة بعيدا عن جليدى.
19/7/2012
رضوى
عجبني أوي الحوار الفلسفسي عن الاستثنائية والتقليدية
ردحذفوالفكرة جديدة وجميلة أوي
تسلم إيدك