الأحد، 8 يوليو 2012

عروس النيل الجديدة



جلباب صيفى طويل مخطط بالطول وملون ، يقبع فى داخله جسد صغير ضئيل، يحمل
 بين دفتى جناحيه الصغيرين صينية ملئة بأكياس من الترمس. تطوف بين مرتادى  كورنيش النيل ، تسأل هذا وتلك وهؤلاء اذا كانوا يبغون الشراء. ظلت تدور حتى تعبت وفى النهاية جلست حيثما يجلس العشاق ، ظهرها للدنيا ووجهها ناحية الاله حابى  . وجهها المصرى المنعكس على صفحاته حركت أشواقه القديمة التواقة ﺇلى عروس سمراء فرعونية تحتضنها أمواجه وتؤنسه فى وحدة الليل خاصة فى الليالى التى يغيب فيها القمر عنه ويختفى وراء الجبال الشاهقة التى تلقى بظلالها على مياهه بعد أن سمحت لها اﻹضاءات المسلطة عليها بأن يرى النيل وجهها.
أخرجها من تواصلها الخفى مع النيل  مناداة ﺇحدى الشابات لها تطلب ترمسا. ذهبت ﺇليها وتناولت حق كيس الترمس. سعدت كثيرا بملاطفة الشابة لها ومداعبتها ﺇياها ، فقليلا ما تصادف ﺇناسا ودودين.

لمحت بطرف عينها كراتين " الشيبسى" المتراصة فوق بعضها0 نقلت عينها بينها وبين ثمن كيس الترمس الذى لا يزال قابعا فى راحتها. أخذت تنقل عينيها فى حذر بينهما مخافة أن يراها أخوها أو أمها الذين يطوفون فى الجوار ويكتشفون أنها أضاعت ثمن كيس الترمس . لحظات خوف وترقب عاشها الملاك الصغير حتى تمت العملية بنجاح تمام وأصبح كيس البطاطس فى يدها منتظرا ﺇياها أن تفتحه لتعيش بعض دقائق حياتها الحقيقية التى تنسى دوما رائحتها فى غمار الطواف اليومى بأكياس الترمس لما بعد منتصف الليل .

جلست تستمتع بما يسمح من الدقائق المعدودة  وأثناء ذلك قفزت أمامها كرة مطاطية مضيئة ،يلعب بها أحد الأطفال ، سألته من أين أحضرها ؟ ، فأشار لها ﺇلى رجل يطوف بكثير من الكرات .

استبد بعيناها الحذر مرة أخرى وهى تنقل نظرها بين الكرات وما جمعته من مال.

القرار يتخذ المزيد من الوقت لينفذ هذه المرة،
الرجل يقترب والضغط يشتد ،
قليلا  قليلا  ،
يجتاز الرجل موضع الصغيرة ويمضى فى طريقه ،
تختفى الفتاة ،
ليست فى موضع النظر ،
أين هى ؟
 ربما ليست فى هذا النطاق ولا ذاك
ولكن يذكر أحد المارة أن هناك طفلة صغيرة  كانت تجرى باتجاه سيدة يبدو أنها من " يسرحها "
وألقت بين رجليها حيث تجلس مجموعة من العملات المعدنية ثم انطلقت تتقافز على أرض الرصيف فى مرح.
9/7/2012
رضوى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق